| مقدمةنهج ثروة | رسالة ثروة | بيان ثروة | مؤسّسو ثروة | تاريخ ثروة |


تاريخ ” مؤسّسة ثروة “

ظهرت (ثروة) على الساحة في سوريا بعد وقت قصير من أحداث الحادي عشر من أيلول، 2001. وتمّ تأسيسها كمنظمة من قبل الناشطين خولة يوسف وزوجها عمار عبد الحميد بالتعاون مع عدد من الأصدقاء من سوريا والمنطقة. وتمّ إطلاق (ثروة) بشكل رسمي تحت اسم (مشروع ثروة) في أواخر عام 2003 كبرنامج خاص لدار النشر (دار إيمار) التي أسّسها عمار وخولة  لتفادي كغطاء لعملهم في مجال نشر الديموقراطية، وهو نشاط تحظره السلطات السورية. وركّز (مشروع ثروة) على تحسين العلاقات بين الطوائف على أمل تسهيل عمليات التغيير والتحوّل الديمقراطي في سوريا والمنطقة. وتم تمويل أنشطة المشروع والتي شملت إدارة سلسلة من المواقع الإنترنتية ونشر الكتب وتنظيم المعارض والندوات في جميع أنحاء البلاد من قبل عدة منظمات مانحة أوروبية.

ونتيجة لنشاطاتهما الدؤوبة في هذا المجال، تم إرسال عمار وخولة إلى المنفى في أيلول 2005، فاستقرّا في العاصمة الأمريكية واشنطن، وتمّ إغلاق مكاتب (ثروة) في دمشق بعد فترة وجيزة من ذلك. لكن شبكة ناشطي (ثروة) وتحوّلت إلى حِراك سرّي لاعنفي مؤيّد للتحوّل الديموقراطي في البلد.

وفي هذه الأثناء، في واشنطن، قام عمار وخولة بإنشاء (مؤسّسة ثروة) لمواصلة دعم أنشطة المشروع في سوريا والمنطقة. وبدءاً من عام 2007 ولمدة عامين تحصّلت (ثروة) على تمويل من وزارة الخارجية الأمريكية لتشرف على نتظيم سلسلة من ورش العمل لتدريب ناشطين من سوريا والمنطقة فيما يتعلّق العمل الإعلامي والمواطنة، بما في ذلك التركيز على استخدام (يوتيوب) كوسيلة لتوثيق الحقائق اليومية والانتهاكات التي ترتكبها السلطات. وشملت الأنشطة الأخرى مراقبة الانتخابات التشريعية والاستفتاء الرئاسي التي حدثت في شهري نيسان وأيار لعام 2007، وإنتاج البرنامج التلفزيوني (الخطوة الأولى) الذي رصد تردّي الأوضاع المعيشية وارتفاع السخط الشعبي في سوريا في عام 2008-2009. واختتم برنامج (الخطوة الأولى) حلقته السادسة والأخيرة بالدعوة لثورة لاعنيفة، وبثّت حلقاته بشكل متواصل على قناة بردى TV، وهي قناة موّلتها في مرحلتها الأولى وزارة الخارجية ألأمريكية أيضاً، وذلك حتى عشية الثورة السورية في أوائل 2011.

في آب 2009، وبسبب نقص في التمويل، اضطرت ( مؤسّسة ثروة ) لإغلاق مكاتبها في واشنطن، لكن شبكة (ثروة) في سوريا استمرّت تمارس نشاطاتها وشاركت في تنظيم عدد من الحملات الإنترنتية عبر مواقع  (تويتر) و(فيسبوك) وذلك للاحتجاج فيما يتعلّق بعدد من قضايا حقوق الإنسان في البلد والمنطقة. وكانت حملة المطالبة بالإفراج عن المدوّنة الشابة طلّ الملوحي في عام 2010 واحدة من أبرز تلك الحملات.

مع بداية الثورة السورية، اندمجت شبكة (ثروة) في اللجان الشعبية التي ظهرت في جميع أنحاء البلاد، واستمرت ترسل تقاريرها عن التطوّرات المحلية. وفي الوقت نفسه، تمكّن عمار وخولة من الحصول على دعم من عدد من منظمات التنمية الدولية والمعاهد الأكاديمية والخبراء، بما في ذلك ( المجموعة الدولية للقانون والسياسة العامة PILPG)، لإجراء سلسلة من ورش العمل حول تحدّيات المرحلة الانتقالية لصالح ممثلي جماعات المعارضة السورية. وانعقدت ورش العمل في كوبنهاغن (بتمويل من وزارة الخارجية الدنماركية واستضافة جامعة كوبنهاغن)، ولاهاي (بتمويل من منظمة هيفوس)، وفي واشنطن العاصمة (بتمويل من جامعة كوبنهاغن ومؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات). علاوة على ذلك، وبالتعاون مع ” معهد حل النزاعات ” في جامعة جورج ميسون، نظّمت (ثروة) ورشة عمل لمدة يوم كامل حول موضوع المصالحة الوطنية.

وتعمل (ثروة) حالياً على تقديم النصح والمشورة لشبكة من الناشطين المحلّيين في المناطق المحرّرة في سوريا.


ملاحظات

عندما ظهرت (ثروة) للمرة الأولى على الساحة السورية تحت اسم (مشروع ثروة) تمّت إدارتها من قبل دار نشر خاصة هي (دار إيمار) وذلك لتفادي الحظر المفروض على عمل المنظمات غير الحكومية في سورية والذي يعدّ عملية مستحيلة ما لم يشارك أعضاء من النخبة الحاكمة في تأسيس هذه المنظّمات. لكن ما أثار الدهشة كثيراً في ذلك الوقت كان هو المجلس الاستشاري الذي تعاونت معه (ثروة) لوضع رؤيتها واستراتيجيتها والذي شمل عدداً من النشطاء والأكاديميين الإقليميين والدوليين المعروفين، في خطوة غير مسبوقة بالنسبة للمنظمات المدنية في سوريا. كما لفتت رسالة (مشروع ثروة) الاهتمام أيضاً لجرأتها وطموحها.